المصطفى الزواوي
افتتحت فعاليات المهرجان الدولي للسينما الافريقية في ميختف 22 مساء يوم السبت 28 ماي 2022 بالمركب الثقافي بخريبكة على إيقاع مظاهر باذخة وحضور رسمي وشعبي بأربعة الوان: الحزب لاشتراكي نسبة إلى انتماء رئيس مؤسسة المهرجان وحزب الاستقلال نسبة إلى رئيس المجلس البلدي ومن معه و بعض السينمائيين في غياب نجوم السينما الافريقية، التي تعيش أحلك ايامها، والإعلام الرسمي ممثلا في القناة لثانية ولماب..، لكن في غياب تام للصحافة المحلية (اقصد التغطيات)
من هنا التساؤل عن توثر العلاقة بين المنظمين والاعلاميين المحليين..؟
اجابة عن هذا السؤال لما لأهمية العلاقة بين اطراف معادلة تسويق صورة ايجابية على المهرجان محليا ودور الإعلام فيها، المعادلة، التي لا تقبل القسمة الى اثنين، يمكن القول:
ان مراهنة منظمي المهرجان على التسويق الوطني عبر قنوات رسمية ودولية مغرورة من خلال بعض القنوات الافريقية المغمورة..، فيما تم الاستغناء على الاعلام المحلي ( ليس الصحافة فقط)..، هو فعل تم بجهل او بتجأهل لما للإعلام من جاذبية وتأثير محليا ووطنيا وأيضا دوليا؛ هذا الدور الفعال والملح لاعلام توطينه محليا لكن باشعاع خارج الحدود لا ينكره الا جاحد أو جاهل بهذه الدور ..
فيكفي التذكير بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ذات تأثير وجذب لمشاهدات تتجاوز مئات الالاف..؛ وهنا لا بد من التذكير بموقع “الفرشة” حول قضية المطاحن بالاقليم وقضية “امي السعدية” وتدوينات بعض المؤثرين والناشطين على الشبكات الاجتماعية، التي تظهر من حين لأخر كتدوينة الإعلامي نجيب مصباح ونور الدين ثلاج، رئيس نادي الصحافة بخريبكة والاستاذ المحامي والمستشار الجماعي عبد الصمد خشيع وغزةةعبد الرزاق..، اضافة إلى استياء مدراء شركات اعلامية تم اقصاؤها الممنهج من طرف إدارة المهرجان وحرمانها من الاستفادة من ثمرات هذا المهرجان المنظم بملايين الدراهم..؛ بينما المفروض إذن ان يساهم ولو بالقليل في دعمها والتخفيف من عبء مصاريفها السنوية..؛ ويبقى التساؤل من استفاد من كعكة هذا المهرجان..؟ وبالتالي أين صرفت امواله ومن المحظوظين بالاستفادة منها..؟
هل من المستفيدين من تربطهم علاقة مباشرة باصحاب القرار داخل المؤسسسة او باللهجة الدارجة: من له أمه في المطبخ..؟
يبدو ان بناء العلاقات في مؤسسة المهرجان عادت في ارتباطاتها بأليات التحالف القديمة، التي تستند على الولاء القرابي والحزبي وتبادل المصالح..
إذن بقراءة سريعة لعلاقة الإعلام المحلي بمؤسسة المهرجان وأسباب التوثر بينهما يبدو ان السبب هو رفض بالإجماع سواء للتيار الإعلامي اوالفعاليات الاقتصادية وأيضا الثقافية للنهج التسييري ساري المفعول الان..
اي ان هناك شبه إجماع على رفض الركوع لهذه المعايير، اي الزبونية واعتماذ اقصاء ممنهج في حق ساكنة المدينة ونخبتها الاعلامية والثقافية..
ولعل هذا الرفض يجد احد مسوغاته في المطالبة بحق الاستفادة من منافع المهرجان لدواعي موضوعية:
اولا داعي المطالبة بحق مكتسب لطالما حظي به الاعلاميون المحليون على عهد الراحل نور الدين الصايل..؛ ثم ثانيا المطالبة بحق الاستفادة من حق الاعتراف بدورهم في نشر بلاغات المهرجان على مدار السنة. وبالتالي كيف ياتي موعد العرس ويقام الاحتفال على ايقاع اختلاق بواعث اغضاب الجسم المحلي الإعلامي واقصائه بطريقة تنكرية لجمائل الامس القريب منه والبعيد..
واخيرا المطالبة بتفيذ حق الاستفادة من عائدات التنمية المحلية احد رهانات النموذج التنموي الجديد.
وحسب تعبير كل من نور الدين ثلاج، رئيس نادي الصحافة عبر تدوينته او المصطفى الزواوي، رئس جمعية مبادرة للصحافة ونجيد الكباصي .، يمكن القول للمنظمين: ان مهرجان السينما الافريفية هو ابن مدينة خريبكة وملك لساكنتها واذا ما تم التمكن من السيطرة على تسييرها هؤلاء القائمين على أمرها بطريقتهم المععودة في تهميش الطاقات وابنائها لاحرار رافضين لعبة العبودية الجديدة..، يمكن القول إن فرحتكم في العرس، انتم وضيوفكم الأقرباء لن تتجاوز حلاوتها سبعة ايام.. وان الاعلام الرسمي، الذي أشادت به مقدمة افتتاح المهرجان، لن يتكفل بالاشتغال مع مؤسسات المهرجان من خلال نشر بلاغاتها وكل مستجدات في الايام اللاحقة على هذا الحفل وحلاوته.. ؟
ختامها مسك ويلهجتنا الدارجة الحلوة: لا يدوم في الدار الا موالين الدار اي مالكوها..
كما أن تمويل هذا المهرجان تم بدعم عمومي وبدعم مؤسسة “اوصيبي ocp”، الذي عانت وتحملت ساكنة خريبكة اضراره واخيرا انه تم برعاية ملك البلاد ، الذ ي هو اب كل المغاربة فلماذا اذن اقصاء الإعلاميين المحليين الذين هم ايضا من ابنائه ؟..
وعليه وبكلمة واحدة نقول لهولاء المسيرين، الذين أصبحوا بقدرة قادر يتحكمون في صرف اموال المهرجان :ان من حق مهنيي الإعلام ( اعني من ان الصحافة مصدر رزقهم ) الاستفادة في الأشهار والتعويض على ايام البطالة المقنعة التي هم فيها سابحون
.