يواصل الفيلم السينمائي “ميثاق” للمخرج الشاب حسين حنين، جولته العالمية من خلال التباري في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، بعد تتويجه بالعديد من الجوائز.
ويتنافس الفيلم السينمائي الأمازيغي “ميثاق” على جوائز دولية، خاصة بملتقيات سينمائية كبرى من بينها للمهرجان الدولي للفيلم “رود آيلاند” بالولايات المتحدة الأمريكية، ومهرجان “فلنسيا”، ومهرجان “فينيسيا” المقام بإيطاليا، ومهرجان لبنان للفيلم الذي تحتضنه العاصمة بيروت، ومهرجان “طورونطو” بكندا، ومهرجان “الناصرة” بإسرائيل، ومهرجان “بارسيف” بإسبانيا.
وعلى المستوى الوطني، يتنافس الفيلم على جوائز المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ومهرجان الفيلم الأمازيغي بأكادير، وكذلك المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة.
ويسعى المخرج حنين من خلال فيلمه السينمائي الأمازيغي، فتح نقاش حول الأفكار الدينية المتطرفة، من خلال قصة الزوجين “عسو” و “خديجة”، اللذين يقطنان في بيت صغير، حيث يعيشان مشاكل أسرية، لكن سرعان ماتتحول إلى مشكل حقيقي تدفع “عسو” إلى تطليق زوجته بالثلاث “شفهيا”، وهو ما جعلها تكون محرمة عليه، إلا بعد زواجها من رجل آخر حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
يعيش “عسو” حالة صراع داخلي لعب فيه الدين دوا كبيرا، فتأخذ الأحداث منحى آخر يغير مسار القصة، عند محاولة الزوج البحث عن الخلاص من ورطة العشق الأبدي، وإمكانية تقبل نوم زوجته في حضن رجل آخر، وإقناع نفسه بذلك، واقتسام العيش مرة أخرى مع امرأة كشفت زينتها لرجل غيره.
ويتسم الفيلم السينمائي، حسب الناقد فؤاد زويرق بمسحة من الحرية المتجاوزة لبعض الخطوط الحمراء المتعارف عليها في المجال الإبداعي، كتناوله بالنقد لقضية الطلاق من الوجهة الدينية الشرعية المعروفة، أي إذا ما طلقت المرأة بالثلاث فلا تحل لزوجها إلا بعد زواجها من رجل آخر زواجا شرعيا كاملا.
وأضاف الناقد السينمائي أنه “في خضم الأحداث المتلاحقة نجد أنفسنا أمام مشهد متقطع لعملية جنسية تدخل في سياق البناء الدرامي للفيلم، فتصوير العملية الجنسية رغم أن الممثلين بكامل ملابسهما- يدخل في الاستثناء والمغامرة التي تتفاداها أغلب الأعمال السينمائية المغربية خوفا من الرقابة أو من رد فعل الجمهور، هذا “التمرد” يُحسب للمخرج، وهو تمرد مقبول يدخل في إطار إبداعي درامي صرف بعيد عن الحشو والاستسهال أو التمرد من أجل التمرد فقط.
واعتبر الزويرق، أن “الفيلم لم يضعنا داخل القصة نفسها بقدرما نجح في وضعنا داخل الصراع النفسي الذي يعاني منه الزوج المحب والغيور على زوجته، صراع سببه الحبال الملتفة حول رقبته والتي تتوزع بين ما هو ديني وعاطفي وقبلي… بصريا نعاين هذا الصراع من خلال تقنية التصوير ولغة الألوان المستخدمة، فسيطرة اللون الداكن على كل مشاهد الفيلم يضعنا في سياق الصراع الداخلي المظلم، باستثناء مشهد واحد، مشهد الحلم الذي كانت فيه الألوان زاهية والإضاءة متوهجة بخلفية غنائية تحيلنا على الحب والفرح والإحتفالية، كما أن اللقطات القريبة والقريبة جدا وخصوصا لشخصية عسو، قرّبت المتلقي من الإنفعالات النفسية التي يعاني منها الزوج داخليا”.
ويشار إلى أن الفيلم السينمائي “ميثاق” توج بالعديد من الجوائز من بينها “الجائزة الكبرى لمهرجان “فانتازم”، والجائزة الكبرى لمهرجان “ليونارد” بفنيسيا، والجائزة الكبرى لمهرجان الريف الدولي للفيلم الأمازيغي، كما حاز الممثل سعيد ضريف على جائزة أفضل ممثل بمهرجان “كوباني” السينمائي الدولي.