هنيئا مرة أخرى وشكرا لكم.. والأمل مستمر! كأن الأمل قد تاه، بالنسبة للبعض، عدد من الجماهير الرياضية وغيرها لم يستسيغوا هزيمتين متتاليتين للمنتخب المغربي، وأصبح الفرح لديهم مشوشا، وجزء منهم بدأ في توجيه اللوم لبعض اللاعبين.. وأشياء أخرى.لكنهما هزيمتان متوقعين بعد كل هذا الانطلاق الرياضي والنفسي الذي رفرف بالأحلام عاليا.***ربما المنتخب المغربي لم يعد قادرا على العطاء، بنفس المستوى، بفعل الإصابات الكثيرة للاعبين الذين تم بناء الجدار الأخير للفريق عليهم من طرف مدرب خبر الدفاع من موقعه كلاعب سابق، دون حصره لأدائهم في نمط الدفاع الكلاسيكي المتمثل في إبعاد الكرة وحماية الشباك من أهداف الخصم، واعتمد الانطلاق من الدفاع في بناء التقدم ومن آخر نقطة دفاعية وبهدوء تام.لكن غياب اللاعبين الذين يشكلون صمام الأمان ويجعل بقية اللاعبين قادرين على مواصلة التحدي دون تردد، لا بد وأن يكون له تأثيره.كما أن كل هذه الآمال الساطعة حين تنطلق دون أن تكون محاطة بوسائل كافية لحمايتها، لا يمكن أن تتحقق دفعة واحدة، لكنها قد تنتزع أكثر مما يكون متاحا من التوقعات. كما حدث “مغربيا” في هذا “المونديال”. حتما هناك عوامل أخرى قد تكون ساهمت وبدرجات متفاوتة في نتائج المباراتين الأخيرين للمنتخب، غير كروية طبعا، لعل أبرزها التحكيم، أو المراهنات والفيفا، أو السياسة والفساد الكروي المحلي. وذلك ما تم الاحتجاج على جزء منه رسميا (الجامعة) ومن طرف اللاعبين (حكيمي) ولو خارج أية إمكانية للتأثير على النتائج.لكن هذه العوامل المعرقلة لم تستطع أن تغيب ما تم تحقيقه من اختراق في جدار الحواجز المتراكمة من الخيبات و”المشاركات المشرفة”، وفتحت أبواب الأمل مشرعة في المسابقات الرياضية الدولية لكرة القدم وكافة المجالات. ولم تستطع -كذلك- تغييب كل الفرح والجمال الذي فجرته هذه النخبة من اللاعبين التلقائيين ومدرب حالم ومحفز جدا.***كل هذا “الصدق الكروي” وغيره، كل هذه العزيمة والانصهار في وجدان الفكرة يجعل الانبهار بها وبنتائجها المستحقة أحلى وأروع.كل المواجهات.. يمكن أن تسجل انتصارات بهية للحالمين المثابرين على تحقيق الطموحات الصعبة للذين يرفعون الهمم عالية لتحقيق المستحيل.تحقيق الممكن وغير المتوقع، متاح جدا متى كانت العزيمة متقدة والروح الجماعية معززة بالفرح، لكن تحقيق النجاحات في كل الأوقات وديمومتها تتطلب معطيات أخرى كذلك!***وعلى أمل أن يصبح الأمل أرحب ويرخي بظلاله على كافة المجالات، وتحل العزيمة محل تجليات العراقيل الكامنة في مختلف مناحي حياة الجماهير الشعبية ببلادنا وشعوب المنطقة (المغاربية الأمازيغية والعربية والأفريقية…) العاشقة لكل هذا الفرح المسيج بالإحباطات، التواقة للحرية والعدالة والعيش الكريم.هنيئا ل “أسود الأطلس” بهذه النتيجة المبهجة والرائعة (احتلال المرتبة الرابعة من بين 32 فريقا مشاركا في بطولة كأس العالم، قطر 2022) التي تم تحقيقها، وشكرا لكم على كل الأمل الذي أعدتم صياغته رياضيا واجتماعيا، ولكل القيم الإنسانية والسياسية التي أثرت الانتباه إلى استمرارها وصدقيتها ورقيها..وهنيئا لكل الجماهير التي احتضنت هذا الفريق الاستثنائي الجميل ورفعت من معنوياته أكثر./ رحال لحسيني، 19 دجنبر 2022
شاهد أيضاً
بولاية أمن بني ملال..اجهاض عملية للتهريب الدولي لثلاثة أطنان و960 كيلوغرام من مخدر الشيرا
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية …