سعيد موزون-
أهمية التربية التشكيلية في المدرسة والحقل التربوي: لا يقتصر دور المدرسة فقط في شحن التلميذ بالمعلومات والمعارف، بل دأبت الاتجاهات التدريسية المعاصرة على استثمار الفنون التشكيلية والفنية كوسيلة في طرق التدريس والوسائط التعليمية، وتروم تنمية قدراته ومواهبه وقريحته، وشحذ موهبته ليصير مبدعا فاعلا، قادرا على الإسهام في بلورة الوعي الجمالي في محيطه الاجتماعي والتربوي، في هذا الصدد تأتي أهمية الفنون والتربية التشكيلية والفنية في بناء شخصية التلميذ، في مستوياتها الاجتماعية والتربوية، والثقافية، وإشاعة الثقافة البصرية والإحساس بالجمال، والتذوق الفني للمعارض التشكيلية، والمتاحف والمنحوتات، وقدرته على تلقيها وتذوقها وتحليلها، والقدرة على الابتكار والإبداع وتوظيف الخيال الخلاق، لتوليد أعمال فنية تنم عن وعي جمالي متفرد. بالإضافة إلى تملكه أساسيات بناء العمل الفني، وأبجدياته، والمهارات الإبداعية المختلفة، والإلمام بالمعجم الفني والمصطلحات التشكيلية، والجهاز المفهومي الذي يعينه على بناء شخصية الناقد الحصيف، وتملك معايير الجمال والإبداع الفني، والتعرف على مختلف المدارس والتيارات التشكيلية، والشعريات الفنية والجماليات التشكيلية المختلفة: اللواحات الفنية، الجداريات، النحت على الرمال، المجسمات، الصور المتحركة والرسم الرقمي، والأبعاد الثلاثية، والملصقات الملونة، مما سيجعله يمتلك حسا فنيا متفردا، ويكون قادرا على الملاحظة والتجريب والمعاينة والنقد والتحليل
– الدور الريادي لجمعية أكادير للفنون التشكيلية في صقل المواهب:تعتبر جمعية اكادير فنون التشكيلية منارة ثقافية، ومشعلا حقيقيا للإشعاع الثقافي والفني والتشكيلي في المغرب، تتعهد الشباب والمواهب بالصقل والغرس والتتبع والتكوين، والتاطير في مجال الفنون التشكيلية، وقد كان لي شرف الاستفادة من الورشات التي قدمتها للتشكيليين الشباب، في الربيع التشكيلي للتشكيليين الشباب سنة 2008، برحاب كلية ابن زهر بأكادير، من تاطير الأستاذ المقتدر البشير الشعشاعي.فكانت محطة أساسية، للتعرف على الجمعية ومبادئ الفن التشكيلي، والانتفتاح على تجارب الفنانين الشباب، والاستفادة من توجيهات ثلة من خيرة الفنانين التشكيليين الكبار، أضف إلى ذلك المعارض التشكيلية، والأنشطة الفنية والمحترفات التشكيلية، التي أقامتها الجمعية في رحاب المركب الثقافي جمال الدرة، واللقاءات التأطيرية والتكوينية في مركب خير الدين، حيث تعلمنا مبادئ العمل الجماعي والجمعوي، ونكران الذات في سبيل الفن.وتعرفنا على تقنيات جديدة في الفن، واكتسبنا خبرات فنية في التعامل مع الألوان، والأصباغ والفرشاة، والمواد المستعملة في التشكيل، فتوج هذا الورش الفني الكبير بدورة تشكيلية ربيعية تحت شعار: “رعاية التشكيليين الشباب ضمان لمستقبلهم”، من 16 إلى 31 ماي 2008، فكانت فرصة ذهبية للتعرف على أسماء فنانين تشكيليين كبار مثل لالترونج، وحسن المقداد ومحمد موسيك، وسعيد حسبان ولحسن بختي وعبد الرحمن رحول وعزام مذكور…مما أسهم بشكل كبير في بلورة وعي فني كبير، واكتساب آليات النقد التشكيلي والذوق الفني، والقدرة على قراءة اللوحات التشكيلية قراءة نقدية فنية ممنهجة.وبالتالي، لا يسعنا إلى شكر جمعية أكادير للفنون التشكيلية، في سعيها على تحسيس الأجيال والناشئة، على تذوق الفن التشكيلي، والحس الجمالي، وترسيخ أهمية الثقافة البصرية في ذلك، لاسيما في شخص رئيسها الأستاذ البشير الشعشاعي.الأستاذ والكاتب سعيد موزون