المصطفى الزواوي
تمت يوم الاحد 18 فبراير 2024 عملية ترحيل عشرات افارقة جنوب الصحراء من محطة اولاد زيان إلى مدينة خريبكة. وذلك في إطار اجلاء مجموعات متعددة من مختلف الجنسيات الافريقية؛ كانت تعيش في خيام بلاستيكية في منظر شوه جنبات محطة اولاد زيان
ونفس المنظر المسيء لجمالية المحيط تكرر قرب محطة خريبكة، لما تلاحظ وانت متوجه الى وسط المدينة خيام بلاستيكية. واجساد بشرية في الهواء الطلق مرماة تفترش الارض وتتغطى السماء..
لكن اذا كان لهذه الحملة تبعات ايجابية في بعد محلي تمثل في اجلاء مجموعات بشرية، احتلت فضاءا عموميا، اصبحت جنباته كحي صفيحي ومجمع للقادورات، بل اضحت تشكل مصدر قلق للساكنة المجاورة ومرتفقي محطة، نريدها بمواصفات واستقبال عالمي..، فإن ترحيلها إلى أماكن أخرى سيفاقم من مشاكل تلك المناطق وتكرار المأساة وزيادة القلق..؛ وذلك في ظل وضع بشري يطرح اكثر من سؤال من قبيل: من يتحمل مسؤولية لا انسانية هذا الوضع لمجموعات بشرية قدرها البحث عن مصدر عيش كريم..؟ من ضاعف من حافز الاقدام هؤلاء على مغامرة الهجرة غير الشرعية في حركية ممتدة المجال، هدفها تحقيق حلم الفردوس الأوربي، كحافز للترقية الاجتماعية..، في حين اجبرت على الرضوخ لأمر واقع مر ومأساوي في بلدان العبور..؟
ما الذي ستسفيده بلدان الاستقبال من تدفقات بشرية بدون تأهيل معرفي ومهني سيسمح لها الاندماج في مجمتمعاتها وبالتالي جعل عملية التثاقف سلسة وتبادلها ايجابي..؟
ان هذا الوضع الجديد للحالمين بالهجرة سيتطلب من بلدنا العبور، كمستقبلة مؤقتا لهذه التدفقات البشرية، وضع استراتيجية ملائمة لسياسة هجرة مقبولة عالميا وتستجيب لمعايير حقوق الانسان.. وليس بمواجهتها بمفهوم وحلول ترقيعية تثمل باجلائها من فضاء جعرافي إلى آخر ومن محطة إلى محطة ومن منطقة إلى أخرى..، عوض ترحيل هؤلاء إلى بلدانهم وتفادي اجبار الساكنة المحلية على التعايش الاضطراري مع التبعات السلبية لهجرة غير شرعية لتدفقات بشرية هائلة مرشحة للزيادة، بدون تأهيل علمي وخبراتي يمكنها من تبادل الاستفادة من المقومات والمؤهلات التنموية لبلدان الاستقبال..