بقلم الأستاذ خليل رمضاني عضو مكتب الجمعية الرياضية أولاد عبدون لألعاب القوى.
شارك المغرب في النسخة رقم 33 من الأولمبياد الأخيرة في العاصمة باريس بفرنسا ،والتي شهدت تنافس حوالي 10 آلاف و500 رياضي مثّلوا 206 لجنة أولمبية ,لمدة ثلاثة أسابيع من المنافسات من تاريخ 26 يوليوز 2024 إلى غاية 11 غشت 2024.وشارك المغرب في التظاهرة الباريسية بعدد قياسي وصل إلى 60 مشاركا تنافسوا على رياضات بعينها مع تسجيل تخلفهم عن المشاركة في رياضات أخرى ،مما يطرح أكثر من علامة إستفهام، رغم أن جامعاتها تلقت جميع الإمكانات.وباستثناء كرة القدم التي عرفت تطورا على المستوى الفني والتقني وأيضا فضلا عن البنية التحتية ومعاهد التكوين… فإن الرياضات الأخرى تفتقر إلى تطوير المستوى الفني والتقني ،وانعكس ذلك على نتيجة صبورة الميداليات برونزية لفريق كرة القدم وذهبية البقالي في مسافة 3000 متر موانع بناء على إمكانيته الذاتية رفقة مدربه.وجاء المغرب في الرتبة 60 بعد الجزائر وتونس ومصر والبحرين ،وهي نتيجة مخيبة للآمال وغير مرضية للمتتبعين للشأن الرياضي ،ومحبي الرياضة الوطنية ،وتفاعل عدد كبير من رواد التواصل الإجتماعي مع النتائج وعبروا عن سخطهم ومطالبتهم باستقالة رؤساء الجامعات ،وطالبت فرق ومجموعات برلمانية كتابة بمثول وزير الرياضية ورئيس اللجنة الأولمبية أمام البرلمان.واعتبرت البطلة الأولمبية نزهة بيدوان أن نتائج باريس كارثية ،ويجب احترام عقول المغاربة …في حي ا عتبر الإطار التقني عزيز داودة أن الدفع بقاطرة ألعاب القوى مقترن بتطوير الكفاءات البشرية وأن الجانب المالي لايكفي وحده للتتويج ،وسبق للبطل الأولمبي هشام الكروج في عدد من المناسبات أن ناشد بتعجيل إنقاد ألعاب القوى بعدما تفطن إلى مستقبلها المظلم،وكله أمل لتطوير أم الألعابفي حين اعتبر المحلل الرياضي الحسين بنزريكنات أن ألعاب القوى بالمغرب غير طبيعية وأن الأشخاص الساهرين عليها لا تتوفر فيهم شروط العمل ويفتقرون إلى أذنى شروط النجاح.والأكيد أن تاريخ المغرب حافل بالإنجازات الأولمبية خصوصا في ألعاب القوى وتحصلت بلادنا على الذهب والفضة والبرونز في مسافات مختلفة :مسافة 400 متر بواسطة نوال متوكل ونزهة بيدوان ،ومسافة 800 متر بواسطة حسناء بن حسي ،ومسافة 1500 متر و5000 متر بواسطة سعيد عويطة و هشام الكروج ورشيد بن صغير،وخالد بولامي ،وعبد العاطي إكيدر وابراهيم لحلافي،ومسافة 10000 متر بواسطة حمو بوطيب وخالد السكاح وصلاح حيسو ،وسباق الماراطون بواسطة عبد السلام الراضي وجواد غريب.أولمبياد باريس مجرد محطة كشفت الفساد المستور والمتفشي في الجامعات الملكية المغربية ،ولا يجب بأي حال اعتبارها عثرة بسيطة أوعابرة ،وإنما مؤشر حاد يدعو لمراجعة منظومة الرياضة ببلادنا وفق الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في الاجتماع الرياضي الوطني ، الذي عُقد في 24 و 25 أكتوبر 2008 في الصخيرات، حيث وضعت الخطوط العريضة للسياسة العامة الواجب اتباعها.والجدير بالذكر أن المتحكمين في رياضة ألعاب القوى لايروقهم النقاش البناء والمنتج للتغيير ،واستمروا في تسطير برامج رياضية بعيدة كل البعد عن صناعة البطل القادر على المنافسة العالمية ،بل الأكثر من هذا غابت عنهم الرؤية الواضحة والتصور المنطقي لطبيعة القطاع الذي يشرفون عليه مما جعلنا نحصد الخيبات في الاستحقاقات الدولية .وبات من الضروري إيلاء ألعاب القوى الأهمية اللازمة وإرجاعها إلى طبيعتها ومكانتها المعهودة ومراجعة قانونها الأساسي والداخلي،وفتح باب التسيير والتدريب أمام الكفاءات الرياضية على غرار كرة القدم ،ورفع الدعم المادي للأندية والجمعيات ،وإنشاء مراكز قرب للتدريب والتكوين…