ميلود الخرمودي
احتضنت مدينة العرائش الدورة الخامسة للمهرجان الوطني لمغاربة العالم خلال الفترة الممتدة بين 08 و 11 غشت الجاري وعرفت حضور مجموعة من سفراء الدول وعلى راسهم سفير جمهورية الصين والسنيغال ببالاضافة لرؤساء وعمداء مدن ترتبط باتفاقيات توامة وتعاون مع جماعة العرائش كما عرفت حضور نخبة كبيرة ومتنوعة من الكفاءات المغربية بالخارج من منتخبين بدول المهجر وجامعيين وعلماء في الطاقة والهندسة وتحلية المياه والبيئة وغيرها وعلى راسهم العالم المغربي ومخترع بطاريات الليتيوم رشيد اليازمي الدي تم تكريمه خلال حفل الافتتاح وعرفت الدورة تنظيم محموعة من الندوات التي عرفت نقاشا عميقا ورفعت خلاله توصيات للجهات المسؤولة مركزيا .اما محليا فيطرح السؤال حول : أية حكامة ترابية لإدماج كفاءات المهجر في التنمية ؟ا ، في اولمبياد باريس 2024 كما في قطر 2022 قدم المنتخب المغربي صورة مشرقة كانت محط إشادة العالم بإسره ،وقام بأكبر عملية تسويق للمغرب كدولة وتاريخ وقيم على أحسن وجه .المنتخب المغربي للكبار كما هو حال الأولمبي يتكون من أبناء المغاربة المقيمين بالخارج من الجيل التالث والرابع أتبث بصورة قوية ما يمكن ّأن يساهم به مغاربة العالم في رفع راية بلدهم وتسويق حضارته والمساهمة في اشعاعه .فمن بين ال 5 ملايين مغربي مقيمين بالخارج هناك كفاءات تتعدى الكرة الى باقي المجالات ،في الطاقة وتحلية المياه والاقتصاد والذكاء الصناعي والبحث العلمي والفضاء والبيئة والصحة والفلاحة وغيرها والسؤال الذي يطرح هو اية استراتيجية لادماج هاته الكفاءات في مجالات اختصاصاتها داخل ارض الوطن وتقوية مساهمتها واستثمار مؤهلاتها وتجاربها في التنمية الشاملة .وإذ يصعب بل واتبثت التجارب ان المقاربة المركزية في التعامل مع مغاربة العالم تبقى انتقائية ومحدودة ، فان المقاربة الترابية من داخل الاقاليم والجماعات التي تنحدر منها هاته الكفاءات تبدو اكثر نجاعة ، وذلك ب :- إحداث بنية ادارية داخل العمالات والجماعات الحضرية توكل لها مهمة رصد وتتبع والتواصل مع الكفاءات المنتمية للاقليم أو الجماعة .- وضع قائمة بيانات لهاته الكفاءات حسب كل جماعة وبلدان اقامتها وتخصصاتها .- وضع استراتيجية تواصلية مستدامة طيلة السنة وليس بشكل موسمي .- خلق جسر للتواصل بين هاته الكفاءات والمؤسسات المعنية : الجامعات الغرف المهنية المقاولات .- اعداد بنك للمشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية التي تحتاج الى استثمارات .- التعامل بالجدية اللازمة وتجنب البيروقراطية لان هاته الكفاءات تعيش داخل دول ديمقراطية وتطبعت بالانضباط والاحترام .فهاته الكفاءات يمكنها ان تلعب مجموعة من الادوار يمكن ايجازها كالتالي : – يمكن ان يكونوا مستثمرين مباشرين من خلال اقامة مشاريعهم الخاصة .- يمكن ان يستقطبوا استثمارات اجنبية الى اقليمهم او جماعاتهم .- يمكنهم لعب دور الوساطة بين المؤسسات المحلية والاجنبية بدول الاقامة – يمكنهم ايضا التسويق الترابي لمناطقهم الاصلية وتشجيع السياحة الدولية – يمكنهم التوسط بين المجتمع المدني المحلي ونظيره الاجنبي والبحث عن شراكات منتجة والمساهمة في التنمية الاجتماعية .وقياسا على النجاح الذي عرفته عملية استقطاب والتنقيب على المواهب الكروية يمكن نهج نفس الاستراتيجية في التنقيب والتواصل مع الكفاءات من مغاربة العالم في شتى القطاعات الاخرى وذلك من خلال التتبع الدقيق واليقض للتمثيليات الديبلوماسية المغربية بالخارج واستثمار وسائل التواصل الحديثة في ربط جسور التواصل معهم وفق منهجية تعتمد المسؤولية والروح الوطنية والفعالية .