تحيي الزاوية القادرية بالصويرة موسمها السنوي الذي يعد مناسبة روحانية وثقافية واجتماعية تحتفي بتراث عريق يمتد لعقود طويلة،
ويُعتبر من أبرز الأحداث التي تجمع بين الدين والثقافة والقيم الإنسانية. هذا الموسم الذي يُنظم خلال الفترة من 11 إلى 13 دجنبر 2024، يعكس عمق ارتباط الصويرة بالتصوف المغربي الذي يُجسد رسالة المحبة والسلام والتعايش ويُعد فرصة للتأكيد على أهمية الزوايا الصوفية في الحفاظ على التراث الروحي والمساهمة في التنمية الاجتماعية والثقافية.يتضمن برنامج الموسم مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تغطي مختلف الجوانب الروحية والثقافية والاجتماعية، ويتميز بتوافد المريدين والزوار من داخل المغرب وخارجه حيث يفتتح هذا الموسم بالأنشطة الدينية التي تُقام داخل الزاوية القادرية، حيث يتم تنظيم حفل ديني كبير تُحييه ثلة متميزة من المادحين والمسمعين القادمين من مختلف المدن المغربية، ما يخلق أجواء روحانية مفعمة بالخشوع، كما تشهد هذه الجلسات ترديد الأذكار والابتهالات التي تُعزز القيم الروحية والتأملية.الشق الثقافي للموسم يحظى باهتمام خاص من خلال تنظيم ندوة علمية تحمل عنوان: “الامتداد الروحي للزوايا الصوفية عبر الصحراء المغربية ونشر قيم المحبة والسلام” ، تُناقش الندوة دور الزوايا في بناء الجسور الروحية والثقافية بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وإسهاماتها في ترسيخ الإسلام المعتدل ونشر قيم التسامح و تُعد هذه الندوة فرصة لتبادل الأفكار بين الباحثين والمفكرين وشيوخ الطرق الصوفية، مما يثري الحوار حول أهمية التصوف في العصر الحديث.على المستوى الاجتماعي، يبرز الموسم القيم الإنسانية للصوفية من خلال مبادرات تضامنية تهدف إلى دعم الفئات الهشة في المجتمع و من بين هذه المبادرات تنظيم إعذار جماعي للأطفال المنتمين لأسر معوزة بتنسيق مع جمعية دارنا، في خطوة تعكس روح التضامن والتكافل، كما يُنظم حفل الحناء التقليدي الذي يعتبر من أبرز معالم الموسم، حيث يجوب موكب احتفالي شوارع مدينة الصويرة، بمشاركة فرق فلكلورية تمثل التنوع الثقافي المغربي، ما يضفي أجواء من البهجة والفرح على المدينة.يختتم الموسم فعالياته بحفل فني صوفي يُقام في المركز الثقافي بالصويرة، حيث تقدم فرق موسيقية صوفية عروضًا تُبرز جماليات التراث الصوفي المغربي، ويتميز هذا الحفل بالتنوع الموسيقي الذي يمزج بين الإنشاد الروحي والإبداع الفني، مما يترك أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين.الموسم السنوي للزاوية القادرية ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو حدث شامل يُجسد القيم الإنسانية والروحية ويعزز التلاحم الاجتماعي و يُبرز كذلك مكانة مدينة الصويرة كرمز للتعايش الثقافي والديني، ويؤكد على دور التصوف المغربي في نشر رسالة المحبة والسلام في العالم، هذا الموسم يُعد تظاهرة تجمع بين الماضي والحاضر، حيث يُحتفى بالتراث الغني في أجواء تحتفي بالإنسانية والتآخي.