الأخبار
الرئيسية / اقتصاد / موسم “سيدي بوخيار” بالحسيمة: تقليد روحاني واقتصادي راسخ في وجدان السكان

موسم “سيدي بوخيار” بالحسيمة: تقليد روحاني واقتصادي راسخ في وجدان السكان

إعداد: نبيل أخلال

على بُعد يوم واحد من حلول عيد الأضحى كل عام، تتحول الجماعة القروية شقران، الواقعة بإقليم الحسيمة، إلى نقطة جذب روحية واقتصادية، حيث تحتضن فعاليات موسم “سيدي بوخيار”، وهو تقليد متوارث يجمع بين البُعد الاجتماعي والديني، متجاوزًا مجرد زيارة ضريح نحو علاقة رمزية بين الإنسان والمكان والتاريخ.في أعالي جبل “حمّام”، يرقد الولي الصالح سيدي بوخيار، الذي تُنسج حوله روايات محلية تمتزج فيها الأسطورة بالموروث الشعبي والتاريخي. ويستقبل الضريح مئات الزوار سنويًا القادمين من مختلف مناطق الريف المغربي، في رحلة تجمع بين الروحانية والتقاليد الاجتماعية والثقافية.ويشهد هذا الموسم حركة استثنائية، إذ يتحول الموقع إلى مركز نابض بالحياة، حيث يُقام سوق تقليدي يعرض فيه الفلاحون والباعة منتجاتهم، بينما تتوافد الأسر في أجواء مفعمة بالروحانية والاحتفال الجماعي. ويُنظر إليه ليس فقط كمناسبة دينية، بل أيضًا كفرصة لتعزيز الروابط الأسرية والقبلية، وتبادل الأخبار، وترسيخ قيم التضامن بين الأجيال.ويُعرف موسم “سيدي بوخيار” بلقب “حج الفقراء”، في إشارة إلى الذين لا تمكنهم ظروفهم الاقتصادية من أداء فريضة الحج إلى الأراضي المقدسة، لكنهم يجدون في هذا المزار الروحي ملاذًا يمنحهم الشعور بالرضا والقرب من القيم الدينية.ورغم التطورات الاجتماعية والتكنولوجية التي طرأت على المنطقة، لا يزال هذا الموسم محافظًا على مكانته الرمزية في الذاكرة المحلية، باعتباره أحد أبرز التقاليد التي تجمع بين الموروث الديني والثقافي والاقتصادي، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الهوية الجماعية لسكان الريف المغربي.ليس سيدي بوخيار مجرد مزار على قمة جبل، بل هو محطة تجمع بين الماضي والحاضر، تعكس تداخل البُعد الديني والاجتماعي، في مشهد يزخر بالدلالات والرموز التي تكرّس استمرارية التقاليد العريقة.

عن Zwawi

شاهد أيضاً

المملكة المغربية ممثلة في رئاسة الفريق الدولي لخبراء الإنتربول في مجال الجرائم السيبرانية”، التابع للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “إنتربول

جرى اليوم الخميس بمقر منظمة الأنتربول بمدينة ليون الفرنسية، انتخاب المملكة المغربية ممثلة في شخص …

اترك تعليقاً