الدار البيضاء / 18 يونيو 2022/ ومع / اعتبر مشاركون في لقاء نظم اليوم السبت بالدار البيضاء حول (واقع الصحافة المغربية اليوم : تحدياتها وآفاقها)، أن الارتقاء بالصحافة المغربية رهين بتوسيع مجال التكوين والتربية، ومصداقية المنتوج.
وأبرزوا خلال هذا اللقاء المنظم بمبادرة ( مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية/ مدى)، أن الدفع أكثر بعجلة الصحافة المغربية إلى الأمام، يتطلب بالضرورة تكوينا وتكوينا مستمرا بالنظر للمتغيرات الكبيرة التي تحيط بهذه المهنة على جميع المستويات.
في هذا السياق، شددت حياة الدرعي مديرة ( مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية/ مدى) على ضرورة أن يكون المنتوج الصحافي حاملا لمنسوب كبير من المصداقية، مشيرة بشكل خاص إلى أن الدفاع عن حرية التعبير مهم للغاية، لكن يجب أن يكون في جوانب مهمة تساهم في الارتقاء بالصحافة.
وقالت إن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن هو: من هو الصحافي الذي يحمل مشعل الكتابة، وليس من يقول ما يشاء ومتى شاء؟
من جهته شدد حسن حبيبي ( أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني ورئيس مسلك الإعلام والصحافة بكلية الآداب بنمسيك)، على أن التكوين مهم للغاية بالنسبة للعمل الصحافي المهني.
وأبرز من جهة أخرى أنه يتعين الفصل بين الصحافة المهنية والممارسات الأخرى التي تسمى “صحافة المواطن” موضحا في هذا السياق أن كل صحافي هو بالضرورة مواطن، لكن ليس كل مواطن يمكنه حمل صفة صحافي.
في السياق ذاته، لفت عبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى أنه في ظل واقع مرتبط أكثر بشبكات التواصل الاجتماعي ومزاحمتها للإعلام كمهنة، برز إلى السطح ما يسمى” صحافة المواطن” وهو “ما جعل الحابل يختلط بالنابل”.
وبناء عليه، كما قال، فإن عملية التربية على كيفية التعاطي مع الإعلام إنتاجا واستهلاكا هي شأن مجتمعي يتعين الاهتمام بها.
في السياق ذاته توقفت الصحافية بجريدة الصحراء المغربية عزيزة أيت موسى عند مجموعة من الإكراهات والتحديات التي تواجه المشتغلين في مجال الصحافة موضحة أن جائحة كورونا كشفت عن عدة أشياء منها تزايد الأخبار الزائفة، وأن قطاعا من الصحافة يعيش تحت وطأة الهشاشة.
ومن أجل تجاوز هذا الوضع والارتقاء أكثر بالصحافة، دعت إلى تجويد النصوص القانونية، والاهتمام أكثر بوضعية النساء الصحافيات داخل المقاولات مقارنة بزملائهن الرجال.
النقاشات التي صاحبت هذا اللقاء ركزت بشكل خاص على علاقة وسائل الإعلام بالديمقراطية ، وعدم تركيز الصحافة أكثر على العمل الاستقصائي والأجناس الكبرى، مع التشديد على أن الإعلام الرفيع والجيد يساهم في صناعة رأي عام بشكل صحيح.