فكري ولد علي
حرصا من مكتب “اليونيسكو” بالمغرب الكبير، على إطلاع مسؤولي هذه المنظمة الأممية على الموروث الثقافي والحضاري لجهة الشمال، ومدينة تطوان بشكل خاص، قامت رئيسة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة السيدة “سيمونا ميريلا ميكوليسكو” اليوم الاثنين 29 ابريل 2024، بزيارة تفقدية لورشة التكوين في صناعة الزليج التطواني بمركز الحرفيين “الإرشادات” بتطوان.المسؤولة الأممية “سيمونا ميريلا ميكوليسكو” حرصت في زيارتها للمدينة العتيقة بتطوان، على هامش مشاركتها بطنجة في الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز الذي يصادف 30 أبريل الجاري على الاطلاع على عراقة الزليج التطواني الذي يتميز بمجموعة من الخصائص الفنية وكذا على مستوى تقنيات الصناعة والانتاج التي جعلت منه منتوجا حرفيا فريدا من نوعه منح للصناعة التقليدية وللهوية المغربية تميزا استثنائيا.السيدة “سيمونا ميريلا ميكوليسكو” عبرت عن سعادتها بهذه الزيارة، واعتبرت نفسها جد محظوظة حينما برمج مسؤولو مكتب اليونسكو بالمغرب الكبير، تطوان، وبالخصوص المدينة العتيقة ضمن برنامج زيارتها للمغرب للاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز، وبهذه المناسبة عبرت عن إعجابها بجمال المدينة، عراقة تاريخها، وتقاليدها الغنية بروافد ثقافية مختلفة ومتنوعة.وخلال زيارتها لمركز الحرفيين قالت مسؤولة الأمم المتحدة لمنظمة للتربية والعلم والثقافة أن ورشة التكوين في الزليج التطواني هي تجسيد حقيفي لروح مهمة اليونسكو في الحفاظ على الثروات والكنوز التي تركها الأسلاف، مؤكدة على أهمية وضمان استدامة الفنون العريقة، كما عبرت عن تأثرها العميق وهي تشاهد مجموعة من النسوة يتلقين التكوين على يد الأستاذة و”المعلمين” حيث كشفت عن رغبتها في رؤية كل البلدان الأعضاء بمنظمة اليونسكو تسير على هذا النهج.مديرة للصناعة التقليدية بإقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق، سعاد بلقايدي، أشارت بمناسبة استقبالها للمسؤولة الأممية إلى أن الوزارة الوصية وضعت برنامجا للمحافظة على الحرف المهددة بالانقراض وحمايتها استنادا إلى اتفاقية اليونسكو المتعلقة بحماية التراث الثقافي غير المادي التي صادق عليها المغرب سنة 2006، وايضا إلى اتفاقية التعاون الموقعة بين الوزارة ومنظمة اليونسكو في نونبر 2022، والمتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض عبر ضمان انتقاله للشباب.نفس المسؤولة الإقليمية للصناعة التقليدية أكدت على أن الزليج التطواني يختلف في الحقيقة عن غيره من انواع الزليج المتواجد بباقي المناطق المغربية، حيث يتميز بخصائص فنية وتقنية على مستوى الإنتاج، الأشكال المعتمدة، الأحجام والألوان ذات البريق المعدني، حيث ترتكز هذه الحرفة العريقة، التي يرجح انها دخلت إلى مدينة تطوان عبر الأندلس، على تحويل الطين بطرق ووسائل خاصة إلى فسيفساء فريد من نوعهسعاد بلقايدي أضافت بالمناسبة أنه في إطار البرنامج الوطني للمحافظة على الحرف المهددة بالإنقراض تم بتطوان انتقاء واختيار “المعلم” محمد المسال، كمزاول لحرفة الزليج التطواني والحاصل على لقب “الكنوز الحرفية التقليدية المغربية” من أجل تلقين مختلف التقنيات والمهارات والمعارف المتعلقة بهذه الحرفة العريقة وتمريرها لنخبة من الصناع الشباب خريجي مؤسسات التكوين المهني التابعة لقطاع الصناعة التقليدية بجهة طنجة- تطوان الحسيمة.وللإشارة فقد كان جرى بمدينة تطوان يوم الجمعة 01 دجنبر الماضي إعطاء إنطلاقة التكوين الخاص في حرفة الزليج التطواني” لفائدة خريجي التكوين المهني على مستوى جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وذاك في إطار تفعيل اتفاقية التعاون المبرمة بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والإقتصاد الأجتماعي والتضامني ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”