بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة والعشرون لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين، نظم كل من إقليم خنيفرة والوكالة الوطنية للمياه والغابات يوم الجمعة 26 يوليوز 2024 بالمنتزه الوطني لخنيفرة نشاطات ميدانية مختلفة قصد الوقوف عند عدد من المشاريع البيئية .
وتتماشى جميع المشاريع موضوع هذا التخليد مع المخططات والبرامج التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى تحقيق الرؤية الملكية للتنمية المستدامة والمندمجة. ومن بين هذه المبادرات، الاستراتيجية الوطنية لتنمية الفضاء الغابوي “غابات المغرب 2020-2030″، التي أطلقها جلالة الملك سنة 2020 والتي تأخذ على عاتقها مسؤولية معالجة مشاكل تدهور الغابات، وخلق توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها.
وقد استهلت هذه التظاهرة التي أشرف عليها كل من عامل إقليم خنيفرة السيد محمد فطاح، والمدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات السيد عبد الرحيم هومي ، بتوشيح بحيرة أكلمام أزكزا باللواء الأزرق لمؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة، وهي أول بحيرة جبلية بالمغرب تحصل على علامة اللواء الأزرق.وجدير بالذكر هنا، أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، على اعتبار أنها شريك مهم في هذا التوشيح، قدقامت بالعديد من برامج التهيئة، والأنشطة سواء تعلق الامر بجانب السياحة البيئية، او الجانب السوسيو اقتصادي، والبيئي بالمنتزه الوطني لخنيفرة. بعد ذلك تم إعطاء شارة انطلاق عملية تهيئة المسالك الغابوية بكل من بحيرة تيكلامين وعاني ازرزو بهدف حماية عابات أرز أجدير، ومكافحة الحرائق، وتسهيل ولوج الساكنة مع المساهمة في تطوير السياحة البيئية بالمنتزه بتخصيص غلاف مالي يقدر ب3.992.289,00 درهم. كماتميزت التظاهرة بإطلاق مشروع تهيئة الغابة الترفيهية لعيون أروغو، المتنفس القريب لساكنة خنيفرة، والهادف إلى إدماج المحيط الغابوي في تهيئة موقع عيون أروغو، وتشجيع السياحة الجبلية بالمنتزه مع تسويق الغابة كوجهة سياحية مميزة للاسترخاء والتربية البيئية. وتشمل دراسة المشروع التي صادف عليها جميع الشركاء ،تجهيز فضاءات بكراسي وطاولات ومرافق صحية ،مع فضاءات أخرى ستخصص للألعاب وممارسة الرياضةنمع وضع لوحات تشويرية وتحسيسية بغلاف مالي يقدر ب4.060.000,00 DH. درهم.معلومات عن المنتزه الوطني لخنيفرة يعتبر المنتزه الوطني لخنيفرة أخر منتزه محدث ضمن شبكة المنتزهات الوطنية العشر التي يتم العمل عليها، حيث تم إحداثه بتاريخ 09 أبريل 2008 بموجب مرسوم وزاري عدد 2.08.173 بتاريخ 09 أبريل 2008 على مساحة تقدر بحوالي 84207 هكتار. و يعتبر هذا المنتزه جزء من المحمية الإحيائية لشجرة أرز الأطلس المعترف بها من طرف اليونيسكو منذ 2016. و ينفرد المنتزه الوطني لخنيفرة بعدة مميزات أهمها توفره على إمكانيات مائية هائلة بوجود سلسة من البحيرات الدائمة و المؤقتة الى جانب منابيع مائية ذائعة الصيت كعيون أم الربيع التي تساهم لوحدها في توفير الماء الشروب لما يزيد عن عشرة ملايين من المغاربة. كما يمتاز المنتزه بغابات شاسعة لأرز الأطلس (32000 هكتار) والبلوط الأخضر. وقد ساهم تنوع المنظومات الايكولوجية في بروز تنوع بيولوجي نباتي وحيواني فريد يمكن ايجازها في العناصر التالية:• تواجد ما يزيد عن 897 نوع نباتي بمعدل استيطان يفوق %34 • 41 نوع من الثدييات منها 8 مهددة بالانقراض• 209 نوع من الطيور منها 15 مهددة و 18 نادرة• 07 برمائيات • 29 نوع من الزواحف منها 9 مستوطنة و 7 نادرة• 6 أنواع من الأسماك محلية و 11 نوع تم إدخاله• وأكثر من 80 نوع من الحشرات. يضاف الى هذا التنوع البيولوجي وجود إرث ثقافي وتاريخي غني كاحتضان موقع أجذير للخطاب الملكي حول إرساء المعهد الملكي للأمازيغية سنة 2001. كل هذه المميزات التاريخية و الثقافية والمناظر الطبيعية الخلابة جعلت من المنتزه الوطني لخنيفرة وجهة مفضلة لمحبي السياحة البيئية.