الأخبار
الرئيسية / الرأي والرأي الآخر / خبير ومسؤول سابق يقرع ناقوس الخطر: التعليم خرب البلاد، والاستثمار يئن تحت وطأة الارتباك..

خبير ومسؤول سابق يقرع ناقوس الخطر: التعليم خرب البلاد، والاستثمار يئن تحت وطأة الارتباك..

في تصريح جريء، أقرب إلى الصدمة منه إلى المجاملة، خرج إدريس بنهيمة، المدير العام السابق للخطوط الملكية المغربية والرئيس الأسبق لمجموعة OCP، بتشخيص قاسٍ للوضع الاقتصادي والاجتماعي في المغرب. في لقاء مسجل باللغة الفرنسية مع مجلة المستثمر، لم يتردد بنهيمة في قول ما لا يريد الكثيرون سماعه: الخلل الجذري في المغرب هو التعليم، والمستثمرون حائرون لأنهم لا يجدون من يعتمدون عليه.1. صناديق الدولة ترفض المجازفة: انعدام الثقة يقتل الاستثمارقال بنهيمة بوضوح مقلق:“صناديق الدولة لا تستثمر، لأنها لا تعرف مع من تستثمر!”في عبارة واحدة، لخص ما تعانيه المؤسسات المالية العمومية من تردد وجبن استثماري. القضية لم تعد مالية فحسب، بل هي أزمة ثقة شاملة: في المشاريع، في أصحابها، وفي العنصر البشري الذي من المفترض أن يقودها. والنتيجة: رأسمال غير موظف، واقتصاد مخنوق، وتنمية متعثرة.2. المستثمر الأجنبي حاضر بقوة، والمغربي غائب في صمتفي مقارنة مفزعة، كشف بنهيمة أن ثلثي الاستثمارات في المغرب مصدرها القطاع العام، بينما لا يمثل القطاع الخاص سوى الثلث المتبقي. هذا مؤشر لا يقرأ بسهولة: أين هو المستثمر المغربي؟ ولماذا لا يغامر في وطنه؟الجواب – حسب بنهيمة – لا يحتمل اللبس:“ليس لدينا كفاءات قادرة على تقديم مشاريع واقعية تقنع البنوك.”بعبارة أوضح: الأزمة ليست أزمة تمويل، بل أزمة ثقة في الكفاءات.3. النجاح النسبي في الطيران… لا يخفي الفجوة الكبرىأشار بنهيمة إلى أن المغرب استطاع أن يحقق بعض النجاحات في قطاع الطيران، بفضل استثمارات أجنبية مدروسة. لكن هذه النجاحات تبقى نسبية، بل منقوصة.“نحن لسنا متفوقين، بل أقل بثلاث مرات مما يمكن أن نبلغه.”والسبب؟ العدد المحدود من الأطر المكونة القادرة على إدارة المشاريع.4. نماذج آسيوية تقدمت بقوة: كلمة السر هي التعليمتايوان، كوريا الجنوبية، وسنغافورة… هذه الدول حققت نمواً اقتصادياً يتجاوز 7 و9%، رغم افتقارها للموارد الطبيعية. المفتاح الوحيد لنهضتها كان: تعليم جاد، تكوين دقيق، وبناء رأس مال بشري قوي.وفي المقابل؟“المغرب يعيش وضعاً تعليمياً مشابهاً لما هو سائد في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء: تعليم ضعيف، مهمَل، ومعرقل للتنمية.”5. لو تولّى السويسريون تسيير المغرب… لأصبح قوة تكنولوجيةينقل إدريس بنهيمة عن الخبير الزراعي الفرنسي رونيه دومون قولًا يحمل في طياته مرارة الواقع وسخرية القدر، لكنه مليء بالمعنى:“لو تولّى السويسريون إدارة المغرب، لأصبح من بين أعظم الدول في مجال التكنولوجيا.”ويضيف:“المغاربة الذين يعيشون في سويسرا من أنجح الجاليات هناك، شرط أن يُتاح لهم تكوين حقيقي.”وهنا تتجلى المفارقة: المغربي ليس المشكلة، بل البيئة التعليمية والتكوينية التي يُوضع فيها داخل وطنه.فحين تتوفر له منظومة صلبة، صادقة، ومنضبطة، يتألق ويبدع بلا حدود.6. شهادة من قلب OCP: المغربي يجتهد حين يُحترممن تجربته في إدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، شهد بنهيمة أن العامل المغربي جاد، منضبط، ومجتهد.لكنه صدم حين لاحظ أن كثيراً من خريجي الجامعات، حتى من يحملون شهادات الماستر، لا يحسنون كتابة تقرير بسيط!7. الحل؟ تعليم أو لا مستقبلاختصر بنهيمة الوضع بكلمات لا تقبل التأويل:“لن يكون هناك استثمار، ولا نمو، ولا تقدم، ما لم نُصلح تعليمنا من الجذور.”فالرأسمال الحقيقي هو الإنسان، وأي استثمار لا يمر عبره هو استثمار ميت قبل أن يولد.هل نُفيق أخيراً؟ما قاله إدريس بنهيمة ليس تحليلاً أكاديمياً ولا ترفاً فكرياً، بل إنذار وطني بلغة من عاش التجربة من الداخل.إن بقي التعليم في المغرب في حاله، وإن استمر استيراد “الكفاءات” كما لو كنا نبحث عن إبرة في كومة قش، فسنبقى نُشاهد العالم يتقدم، بينما نظل نُصفق لمن ينجحون خارج الوطن.أمامنا خياران لا ثالث لهما:إما أن نُعيد للتعليم مكانته، أو أن نستعد لدولة من دون مستقبل.المثال واضح، والمؤشر خطير، والنموذج ماثل أمامنا:حتى المنتخب الوطني أصبح يستقطب أبناء الخارج… لأن الداخل لم يُنتجهم.ترجمة إلى العربية منير لكماني من ألمانيا 17/05/25

عن Zwawi

شاهد أيضاً

أمن فاس يوقف شخصا تورط في قضية تتعلق بحيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية

تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن فاس بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، …

اترك تعليقاً