أغلب الظن أنها لن تغادر الغرفة التي احتلتها منذ قدومها الليل أيضا. تقول إنها كلما حلت بها يخامرها نعاس لذيذ.الوقت لا قيمة له لديها.ساعات نهارها تمر كيفما شاءت.بعد المغيب، يغمرها نفس الشوق تقريبا
تقطع الأميال لتنام في الغرفة الجانبية ذات النافذة العالية. تطرد كل من تجده فيها، تهجر أختها الصغرى، وتوزع أبناؤها في غرفة الضيوف. وتمنع الجميع من دخولها.كانت ترتب المخدات فوق السرير الصغير، تستعين بكومة غطائها أيضا وتصعد لتشاهد الشارع الخلفي
الأيام لا تعاد، لكن أشواقها تعاش.تهز سكون الذاكرة أحيانا، أو تمر باردة كلمح البصر.منذ أن أصبحت وحيدة. لم تعد تطيق العيش بعيدا.تصعد سلم يشبه الكرسي، تضع رأسها وسط كوة ضوء متسلل للغرفة… وتطيل النظر بمهل شديد.* * *لا زال وحيدا، دون أبناء. لا يريد أن يحدثها. لكنه، كلما علم بعودتها، يهزه الشوق.يتمنى ان يعود.يمر قرب نافذتها ليلا، يرفع رأسه نحوها.. ويسافر!
رحال لحسيني الجديدة، 11 غشت 2023