طبول تقرع في الجانبين، أعلاما ترفرف عالية فوق ربوات تحيط بالساحة الواسعة.
الخيول تترنح في أماكنها من شدة ضجيج الصرخات، القادة يتخذون أمكنتهم أمام جيشين متواجهين يستعدان لمعركة في التاريخ.
خطباء مفوهون يتناوبون على المنابر التحريضية، يظهرون للمحاربين مزايا مشاركتهم العظيمة في هذه الموقعة الكبرى، وبأنهم يقاتلون من أجل شعبهم ووطنهم الأغلى من كل ملذات الحياة ومن الذات وفلذات الأكباد
ويذكروهم بحكمة الشجاعة والحفاظ على النظام، وتراتبية الصفوف وتفادي الفتن.
ويدعون الجميع لانتظار ساعة الصفر.
يزداد حماس المقاتلين الأبطال في الجيشين.
يهتفون لحلمهم المفدى أن يحكموا كل البلاد من النهر إلى النهر ومن البحر إلى البحر.
ويقتصون من الماردين في الجهة الأخرى لساحة الوغى.
عاصفة تهز خيام الزاد والعتاد، ريحا عاتية، احمرار شديد، الذعر يخيم على قلوب المشاة والرماة أكثر،، السماء لم تعد تظهر فوق رؤوسهم.
ارتباكا وكرا وفرا، بدءوا يهرولون في كل اتجاه، يتدافعون بينهم بعنف عارم.
مدافع خربتها الجموع الخائفة التائهة، القبعات تتساقط وقبلها الدروع، الرايات والشعارات والرموز تتطاير. عويل وأنين.. ثم صمت مطبق.
جنود دهستهم حوافر خيول قادتهم، بعضهم مات من شدة الرفس والتدافع أو تكسرت عظامه وبعضهم أغشي عليه من هول الصدمة فقط.
هدأت الريح وانقشع الغبار، الدمار عم مجموع الديار،، الساحة لم تعد جاهزة للحرب!.
رحال لحسيني
12 غشت 2023