نظم الملتقى المغربي للتعلم مدى الحياة، مؤخرا، بدعم من الكونفدرالية الالمانية لتعليم الكبار و بتعاون مع جامعة محمد الخامس، كلية علوم التربية وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بكلية علوم التربية، الملتقى الوطني حول تعلم وتعليم الكبار تحت شعار: “جوانب من تعلم وتعليم الكبار بالمغرب”.
و حاول المتدخلون خلال أشغال هذا الملتقى، استعراض الرؤى والمقاربات المعتمدة في مجال تعليم الكبار، عبر رصد واقعه من زوايا متنوعة ومتقاطعة و طرح الأسئلة وبحث مجمل المسارات الممكنة لملامسة عناصر إجابات مثمرة مساهمة في التطوير والتحسين، و استكشاف مختلف الفرص والإمكانات المتاحة لأجل ذلك.
و قالت رئيسة الملتقى، السيدة فاطمة بالعربي، في تصريح للجريدة، أن الملتقى الوطني، عرف حضورا متميزا و نوعيا، حيث حضرت مجموعة من المؤسسات التي تتقاطع أهدافها و مهامها مع مهام الملتقى المغربي للتعلم مدى الحياة، من بينها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية و العصبة المغربية لمحاربة الأمية و مرصد التعلم مدى الحياة، كرسي اليونيسكو، بالإضافة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان و فيدرالية الجامعات للجميع والمديرية العامة للسجون وإعادة الإدماج و مدارس الفرصة الثانية و مؤسسة تمكين بالرباط، فضلا عن ماستر في تعليم الكبار بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
و أضافت المتحدثة، أن اللقاء، كان فرصة للتطرق إلى مجموعة من جوانب مسارات تعليم الكبار في المغرب، حيث تضمن برنامجه مائدتين مستديرتين لمناقشة تقاطعات النموذج التنموي الجديد و برامج تعليم الكبار و التعلم مدى الحياة ببلادنا، إلى جانب قراءات نقدية في مجال تعليم الكبار بالمغرب و إثارة أرضية للنقاش حول النظام المعرفي الأمثل للتعلم الذاتي في تعليم الكبار و أهميته.
كما ناقش الملتقى، تقول السيدة بالعربي، فعلية الحق في تعليم الكبار بالمغرب مع طرح مجموعة من التجارب كتجربة فيدرالية الجامعات للجميع بالمغرب و تجربة مدارس الفرصة الثانية في مجال احتضان الشباب المنقطع عن الدراسة، إلى جانب تجربة مؤسسة تمكين في تعليم الكبار في معادلة “تمكين” من اجل تحسين جودة التعليم.
ونُظم، على هامش الملتقى معرض “تجارب رائدة”، حيث تغيى رصد جوانب من مسار برنامج تعليم الكبار بالمغرب والتعريف ببعض التجارب الرائدة لدى الجمعيات والفاعلين في مجال برامج تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، تقول رئيسة الملتقى المغربي للتعلم مدى الحياة.
جدير بالذكر أن الملتقى المغربي للتعلم مدى الحياة، هو فضاء لتفاعل الرؤى وتبادل الخبرات، ومؤسسة للتفكير في سبل تطوير وتعزيز السياسات العامة المتصلة بموضوع “تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة بالمغرب “، يضم تحت سقفه مجموعة من الشبكات والجمعيات والاتحادات والفعاليات العاملة في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة، انطلاقا من تراكم الخبرات و من تعدد وتنوع التجارب الميدانية .
و يؤسس الملتقى، رؤيته على حق جميع المواطنات والمواطنين في التعلم مدى الحياة دون تمييز في انسجام مع مقتضيات الهدف الرابع من أهداف التنمية و حق المجتمع المدني في المشاركة الفعلية في رسم السياسات العمومية في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة و التزام المجتمع المدني بالمساهمة في إنجاح سيرورة تطوير مجال تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة، كما يعتبر التربية والتعلم بشكل عام حقا لكل المواطنين والمواطنات على السواء، في إطار سياسة عمومية دامجة، تلتزم الدولة بإحقاقه في كل المستويات والمراحل العمرية من خلال سياساتها القطاعية وبرامجها المتنوعة.