الأخبار
الرئيسية / الرأي والرأي الآخر / مسرحية “طرطوف” او النصاب لموليير هل تنطبق على واقع الأمة العربية؟

مسرحية “طرطوف” او النصاب لموليير هل تنطبق على واقع الأمة العربية؟

مسرحية “طرطوف” إحدى روائع المسرح العالمي وهي من إبداعات العظيم “موليير” (أحد أعمدة المسرح الفرنسي 1622- 1673) تحكي المسرحية قصة رجل دين نصاب إسمه “طرطوف” الذى تودد – مرتديا ثوب الرياء الديني- إلى أحد ضباط الحرس الملكي الفرنسي واسمه “أرجون”.. واستطاع “طرطوف” أن يكسب ثقة “أرجون” بسهولة وأن يسيطر عليه سيطرة تامة ، إلى حد أن “أرجون” دعاه للإقامة معه في منزلة حتى تحل البركة على أفراد أسرته !!.. وكان “أرجون” مؤمنا شديد الإيمان ، ولكنه كان أيضاً شديد السذاجة .. وفى البيت حظى “طرطوف” باحترام هائل من جميع أفراد الأسرة :– (والدة أرجون وزوجته وابنته وابنه والخادمة) ، الذين وثقوا جميعا فيه ثقة عمياء .. وكانوا يأخذون بآرائه ونصائحه عند اتخاذ أي قرار يخص أفراد الأسرة ، وكان “طرطوف” يتدخل في كل شؤون الأسرة ، وقبل دخول “طرطوف” البيت كان “أرجون” صاحب القرار فى الأسرة ، ولكن منذ دخول طرطوف فقد أصبح هو سيد البيت .. واستطاع “طرطوف” أن يقنع إبنة أرجون “ماريان” أن يباركها عن طريق ممارسة الجنس معها !!.. ولكن “داميس” (إبن أرجون) يكتشف حقيقة النصاب “طرطوف” ويقوم بإبلاغ والدته ، والغريب أن أرجون لايصدق إبنه !! بل إنه يقوم بطرده من المنزل ، وحرمانه من الميراث ، ويكتب وصيته بأن تؤول كل ثروته وممتلكاته إلى “طرطوف”!!.. ويقوم “طرطوف” بطرد العائلة من المنزل ، وفى النهاية يدرك “أرغون” حقيقة “طرطوف” ولكن بعد فوات الأوان 😔.. ويقوم “طرطوف” بإبلاغ السلطات بأن “أرجون” يتآمر على الدولة وأن لديه أوراقاً تؤكد ذلك !! هذه المسرحية تم عرضها فى عام 1664 ، وواجهها رجال الدين بمعارضة كبيرة ومنعوا عرضها.. وأصبح “مولير” مهددا بالسجن .. وأمام سطوة رجال الدين تراجع “مولير” وأجرى تعديلات عديدة على المسرحية ، ورغم ذلك فقد فشل فى استرضاء رجال الدين .. ولذلك أضطر موليير لإجراء المزيد من الحذف والإضافة والتعديل حتى تم تشويه المسرحية إلى حد أن النقاد يقولون أن النسخة التى بين أيدينا اليوم تختلف كثيراً عن النسخة الأصلية التى كتبها موليير للمرة الأولى 😔.. كان هذا فى فرنسا منذ مايقرب من 400 سنة.. ولكن اليوم فقد إنتهت ظاهرة تجار الدين من كل بلدان أوروبا.. ولكن علي العكس من ذلك ففي بلدنا المنكوبة فأينما توجهنا فإننا نجد أمامنا “طرطوف” فى كل الشارع ، و”طرطوف” فى كل برنامج تليفزيونى ، و”طرطوف” فى كل مدرسة ، و”طرطوف” فى كل مصلحة حكومية ، و”طرطوف” فى كل نادى رياضي …إلخ.. وهؤلاء “الطراطيف” يتكاثرون كالجراد ولديهم أتباع بمئات بالملايين 😔.. من ينقذ الدول العربية والإسلامية قبل فوات الأوان؟ 😔 محمد بدني

عن Zwawi

شاهد أيضاً

هيئات سينمائية تثمن عاليا اختيار البوجدايني ضمن 12 شخصية حكومية الأكثر تأثيرا في السينما العربية بمهرجان كان

اختير السيد عبد العزيز البوجدايني مدير المركز السينمائي المغربي، ضمن قائمة 12 شخصية حكومية الأكثر …

اترك تعليقاً