عبد الله الحتوك،
أكد باحثون جامعيون وخبراء في القانون الدولي وتاريخ المغرب المعاصر على أهمية الترافع الأكاديمي على قضية الوحدة الترابية، وذلك في سياق الندوة الوطنية التي نظمها كل من جمعية رواد القراءة والثقافة وجمعية منتدى الإنماء للثقافة والمواطنة يوم السبت 20 ماي 2023 بقاعة الندوات بالمديرية الجهوية للثقافة بفاس، تحت عنوان “مستجدات القضية الوطنية في ظل المتغيرات الدولية”
وقد عرفت الندوة مشاركة ثلة من الباحثين من تخصصات مختلفة الذين ناقشوا القضية من زوايا متعددة، حيث تناول المتدخل الأول الأستاذ الدكتور رشيد المرزكيوي وهو أستاذ القانون العام بكلية الحقوق فاس، في مداخلته الموسومة ب”جبهة البوليساريو والجمهورية الوهمية في ميزان القانون الدولي” بالشرح والتحليل أهم المسارات التي عرفتها قضية الصحراء المغربية بدءا من مرحلة تفكير المغرب في استرجاع أقاليمه الصحراوية من إسبانيا مرورا بحدث المسيرة الخضراء، كما أشار الأستاذ إلى الظروف الإقليمية والدولية التي أسهمت في تأسيس جبهة البوليساريو وكيف أن الجزائر كان لها اليد الطولى في تأسيس هذه الجبهة التي تنشد الوهم وتطارد السراب. إضافة إلى أن المتدخل بيّن بالتفصيل بطلان ادعاءات ومغالطات جبهة البوليساريو حول قضية الصحراء المغربية بحجج دامغة مستقاة من روح القوانين الدولية. فضلا عن ذلك، قدم الأستاذ ” الدكتور عبد الرحمان الحداد” في هذه الندوة ورقة موسومة ب” دلالات افتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية” حيث أكد أستاذ القانون العام على أن إقبال مجموعة كبيرة من الدول على افتتاح قنصليات خاصة بها في الصحراء المغربية ما هو إلا دليل على الانتصار الدبلوماسي للمغرب، مبينا في الآن نفسه على أن فاعلية الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب وكذا النهضة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية على كل المستويات، أسهمت في هذا الإقبال المتزايد من دول العالم على فتح قنصليات خاصة بها في الصحراء المغربية. فيما وضحت الدكتورة والفاعلة السياسية ابتسام الزاهر في مداخلتها “دور الدبلوماسية الموازية في الترافع على الوحدة الوطنية”، الأهمية الكبرى للدبلوماسية الموازية في الدفاع عن الوحدة الترابية وأنها أداة فعالة لفتح نقاش مثمر مع ساكنة الصحراء حول مغربية الصحراء ودحض أطروحة الانفصال وكل المغالطات المعادية للمغرب. كما بينت الدكتورة في مداخلتها أهم المحطات التاريخية التي عرفها إسهام الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن القضية الوطنية محلية ودوليا، بحيث وضحت على أن هذا المسار عرف منعرجات تحكمت فيها الظروف السياسية التي عرفها المغرب خلال فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، لكن مع اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المغرب عرف إسهام الدبلوماسية الموازية الممثلة في الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني انفراجا وأعطي لهذا النوع من الترافع مساحة وحرية أكبر ساعداه على الترافع على القضية الوطنية في مختلف المحافل الدولية بتنظيم “ندوات ، ومهرجانات، ولقاءات، وموائد مستديرة…”. وفي ذات السياق أكد الدكتور محمد بوعزة – الباحث في التاريخ المعاصر – في ورقته “مركزية محدد التاريخ في الاشتغال الدبلوماسي المغربي على قضية الصحراء المغربية”، على خصوصية الشخصية المغربية في التفاوض السياسي لحل أزماتها، وأشار إلى أن هذا الأمر ليس وليد اللحظة بل له جذور تاريخية تؤكدها مختلف الوثائق التاريخية التي يزخر بها الأرشيف المغربي، والتي تبين بالملموس حنكة الفاعل السياسي المغربي في تدبير الأزمات السياسية حتى في أحلك الظروف. وارتباطا بموضوع الصحراء المغربية أكد الدكتور بوعزة على أن التاريخ يعتبر آلية تفاوضية مهمة استغلها المغرب أحسن استغلال في الترافع عن قضية الصحراء المغربية لإيمانه الراسخ بحقه التاريخي في سيادة أقاليمه الجنوبية. وقد أجمع المشاركون و المتدخلون في الندوة على ضرورة تضافر الجهود في سبيل السعي الحثيث للوقوف في وجه كل من سولت له نفسه المساس بالمغرب أو بوحدته الترابية وذلك عبر عقد ندوات وأيام دراسية مماثلة للتوعية بأهمية الدفاع عن الوحدة الترابية؛ ودعوة الجهات المسؤولة إلى دعم الجمعيات الجادة التي تتبنى موضوع الدفاع عن قضية الصحراء المغربية لما للدبلوماسية الموازية من أثر إيجابي في الدفاع عن الثوابت الوطنية