فكري ولد علي: الحسيمة
احتضنت مدينة بني بوعياش مساء اليوم، السبت 02 مارس 2024، أشغال الندوة الوطنية حول موضوع “الإعلام والتنمية الترابية: قراءات متقاطعة” التي نظمتها جمعية الريف للاعلام والتواصل بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، قطاع التواصل، وبشراكة مع مجموعة من الشركاء المحليين.
وتميزت هذه الندوة الوطنية بمشاركة ثلة من الجامعيين والإعلاميين والمهتمين بالعلاقة القائمة بين الإعلام والتنمية الترابية حيث ساهم في تأطير اشغالها كل من الزميل عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والدكتورة نسرين بوخيزو استاذة القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، والدكتور محمد حمجيق استاذ الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس، والدكتور عبد الرفيع زعنون استاذ زائر بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بتطوان.
وفي مستهل الندوة أشار اسماعيل الصديقي، باسم الجمعية المنظمة إلى أن الندوة تهدف إلى مقاربة مجموعة من الإشكالات التي تضمرها العلاقة الكائنة والممكنة بين الإعلام والتنمية الترابية، وأشكال التفاعل والتجاذب بينهما، خاصة وأن الإعلام يلعب دورا أساسيا في مسار التملك الجماعي لرهانات التنمية من خلال مساهماته في مواكبة وتقييم مختلف السياسات العمومية.
الندوة كانت فرصة لفتح النقاش حول سبل تجسير العلاقة بين الفاعل الإعلامي والفاعلين الترابيين والمدنيين، وذلك في محاولة لتوفير البيئة المناسبة أو الخيرة لتحقيق أهداف التنمية الترابية المنشودة، حيث تطرق المشاركون في مداخلاتهم إلى مجموعة من المحاور، وإثارة جملة من الإشكالات التي باتت تؤرق اليوم مختلف هؤلاء الفاعلين وتجعلهم يتساءلون حول العلاقة المفترضة والممكنة بين الإعلام والتنمية للمساهمة المثلى في الرقي بالمجتمع
رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الزميل عبد الكيير اخشيشن، أشار في مداخلة له إلى أن دور الإعلام في التنمية يستمد أهميته من تلك القيمة التي منحتها المجتمعات منذ القدم للإعلام، حيث أنها فوضت له سلطة الرقابة التي يمكن أن يمارسها عبر مهمة الإخبار والنقل الموضوعي للمعلومة والمساهمة في الاستشارات الشعبية عبر إرشاد المواطنين لتحديد اختياراتهم في الرفض أو القبول.
و أضاف الزميل عبد الكبير اخشيشن أن الإعلام الذي نتحدث عنه، يفترض أن يكون إعلاما مؤطرا ومحتواه معروف المصدر، لأن عملية الإخبار هي صناعة تحتاج إلى الكثير من المهارات وقواعد الاشتغال والأخلاقيات التي تضمن نقل الوقائع والمعلومات بموضوعية، وتساهم في مد جسور الثقة بين مختلف الفاعلين في مجال التنمية، وتوفير بيئة خيرة.
وفي حديثه عن الإخبار كأساس للعملية الإعلامية تطرق الزميل اخشيشن إلى “السياجات” التي لازالت تحيط بالمعلومة وتعيق العمل الإعلامي المهني بخلاف بعض التشريعات المقارنة التي تعاملت مع الحق في الحصول على المعلومة وعدم نشرها التلقائي من الموظف او المسؤول المعني بصرامة لدرجة تجريم الفعل واعتباره عرقلة للعمل المهني.
الزميل عبد الكبير اخشيشن أكد أن الجميع مطالب اليوم بالوضوح في تأهيل الحقل الإعلامي ليقوم بدوره المجتمعي ويساهم في التنمية الترابية والديمقراطية، موضحا أن هناك اشواطا مهمة تنتظر الفاعلين في هذا الحقل بالرغم من الأوراش المفتوحة حول الدعم والمنظومة القانونية، خاصة وأن القطاع يعرف هشاشة مركزية ومحلية تحول دون تجويد الخدمة العمومية التي يقدمها وتقف أمام كل محاولات الإنتقال الى الانتاجية