الأخبار
الرئيسية / الرئيسية / مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة “والسؤال : هل كان من الضروري إلغاء النسخة24 لافتقاد عاصمة الفوسفاط للبنية التحتية المناسبة؟

مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة “والسؤال : هل كان من الضروري إلغاء النسخة24 لافتقاد عاصمة الفوسفاط للبنية التحتية المناسبة؟

إذن”نظمت أول نسخة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (FFICAK)، شهر مارس 1977، وبلغ هذه السنة الدورة 24.قصة هذا المهرجان الذي يعد الأقدم بالمغرب عجيبة. بداية، كونه كان سباقا ثقافيا للاهتمام بالشأن الإفريقي، بعد مهرجان قرطاج بتونس، و”فيسباكو” ببوركينافاسو. ثم ثانيا، إصرار سينفيليي خريبكة على الاستمرار في تنظيمه رغم قلة ذات اليد.واجه منظمو المهرجان إكراها كبيرا هذه السنة، تمثل في إغلاق فندق مصنف بخريبكة، في آخر لحظة، كان يستقبل ضيوف المهرجان، في إطار تعاقد ثنائي، ليجد “الدراويش” أنفسهم أمام مأزق حقيقي لم يكن بحسبان وغير مسؤولين عنه. وما هو الحل إذن؟ اقترح أحدهم إلغاء الدورة. وقال آخر يجب تأجيلها. فيما البعض الآخر تشبث بتنظيمها بما توفر من إمكانيات. ومما اهتدى إليه المنظمون، الاستعانة بخدمات فنادق بني ملال، بدل كراء شقق ومنازل بخريبكة، لا تتوفر على تجهيزات تليق بحجم الضيوف الأفارقة.أوضحت تجربة “نافيط” (Navette) بين المدينتين، أنها متعبة وشاقة، وتلقت اللجنة المنظمة ملاحظات في الموضوع، من قبل الضيوف القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. لكن ليس الجميع يقدم ملاحظاته وانتقاداته بود واحترام. وتجلى هذا النموذج في الأشقاء المصريين، الذين “لا يعجبهم أي شيء، وينتقدون كل شيء”، ووصل الوضع حد تنظيم أحد المخرجين المصريين “وقفة احتجاجية”، يشتكي فيها تواضع خدمات الفندق بخريبكة، عقب نقله من ببني ملال.أثارت الواقعة نقاشا بين المنظمين والمشاركين، وعاد مرة أخرى الإخوة المصريين إلى رياضتهم المفضلة، أي؛ “انتقاد كل شيء، من أجل اللا شيء”، إلى جانب التحامل على الجهة المنظمة واتهامها بالتقصير في التنظيم، وكان رد أحد المصريين، بعد تقديم أحد أعضاء الفريق المهرجان، لتوضيحات حول المأزق الذي وقعوا فيه: “ليه نظمتموه إذن”، أي كنتم لتلغوه.من زار هذه المدينة، يعرف حجم التهميش الذي تعرفه، على مستوى البنية التحتية، وغياب مشاريع تنموية لتطويرها، رغم توفرها على كل شيء. المهرجان مسؤول عن التنظيم، نعم، لكنه ليس سلطة منتخبة مسؤولة عن البنية التحتية، التي لم تشهد تطورا منذ عقود، فساكنتها تعيش باللي “قسم الله”، كما يعيش سكان “المغرب غير النافع” في الهامش.قد تكون هناك ملاحظات عن الاختيارات الفنية لإدارة المهرجان، على مستوى الأفلام المنتقاة للمشاركة، أو “بروفايلات” أعضاء لجن التحكيم، أو طبيعة البرامج الموازية، وهي الملاحظات التي تسجل على كل المهرجانات بما فيها الأكثر شهرة عالميا.كل هذه الأشياء قابلة للنقد والمناقشة، للحفاظ على هوية المهرجان ومستواه، وليس نسف التجربة وقبرها، أو محاولة قرصنة الفكرة وزرعها في تربة غريبة عنها، وبالمناسبة، لم يكلف بعض المسؤولين أنفسهم عناء التنقل للمهرجان، لاستقبال الوفود الإفريقية المشاركة، التي تتحدث هي الأخرى الفرنسية والإنجليزية، بينما نراهم اليوم يهرولون بسرعة لمهرجان “كان” بفرنسا..أصبح مهرجان خريبكة منصة للسينما الإفريقية، ولديه جمهوره القار، الذي يحج لمشاهدة العروض السينمائية، ولا مصالحة مع الثقافة والسينما إلا بالاعتناء بفضاءات المدينة، لا دفع المنظمين “المناضلين” إلى الاستعانة بخدمات عمالة خريبكة، للتكلف برفع أعمدة الراية المغربية وصباغة جنبات الطرق، وتدبير شؤون النظافة والإضاءة وغيرها من الأشياء الصغيرة التي لا دخل لإدارة المهرجان وسلطات وزارة الداخلية فيها، علما أن أنشطة المهرجان تذر عائدات ضريبية مهمة للمدينة.لقد باتت خريبكة شهيرة إفريقيا بالسينما الإفريقية، وما على المهتمين سياسيا واقتصاديا إلا دعم هذه التجربة، واحتضان المخرجين والممثلين الأفارقة ودعم مواهبهم، لأن في السينما مكاسب كثيرة في بناء المخيلة، ويكفي الاطلاع على حجم الأموال الضخمة التي ترصدها الإدارة الأمريكية لسينمائيي هوليود، فبالأحرى توفير شاشة عرض بمواصفات جيدة ليتابع الجمهور عملا سينمائيا…إن نجاح الدبلوماسية السياسية للمغرب، رهين بالدبلوماسية الثقافية، كذلك، ولا يمكن التعامل مع دول إفريقيا جنوب الصحراء باستعلاء في المجال الثقافي، بينما نطلب دعمها السياسي..

بقلم يوسف الخيدر

عن Zwawi

شاهد أيضاً

بالقنيطرة..توقيف ثلاثة أشخاص من بينهم سيدة، لتورطهم في حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية

تمكنت عناصر الشرطة بكل من القنيطرة وسلا على ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة …

اترك تعليقاً